البطل ابراهيم البحريني

مختارات من المنتديات 19 شوال 1423 - 23 ديسمبر 2002

ابراهيم البحريني رحمه الله
بقلم : أبو سليمان المهاجر



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين ولاعدوان الا على الظالمين والصلاة والسلام على امام المجاهدين وقائد الغر الميامين , خير خلق الله أجمعين امام النبيين والرحمة المهداة قدوة الأنام وداعي السلام نشهد أنه بلغ الرساله وأدى الأمانة ونصح لهذه الأمة وجاهد في الله حق جهاده, فصلوات ربي وسلامه عليه أبد الآبدين وعدد ماسبح مخلوق بحمد ربه, والله أسأل أن يجمعنا واياكم والمسلمين الموحدين في زمرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا اللهم آمين

أما بعد .. فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

جزى الله من كتب هذا الموضوع كل خير عن أخي الحبيب الشهيد نحسبه كذلك والله حسيبه ابراهيم عبدالرحمن الموسى والمكنى بأبي عبدالرحمن ابراهيم البحريني رحمه الله والذي فاضت روحه الى بارئها حول دخول وقت المغرب ليوم الخميس ليلة الجمعة الموافق 21 محرم 1412 والموافق 1 أغسطس 1991 ولقد لفظ أنفاسه الأخيرة بعد عناء طويل مع ألم اصابته القاتله اذ أنه رحمه الله أصيب بنزيف داخلي حيث أن اللغم الذي أصابه أتاه من الخلف فمزقت الشظايا جسده النحيل يرحمه الله0والله يشهد علي حين أقول أن رأسه رحمه الله كان على فخذي طوال الساعات التي قضيتها عنده قبيل وحتى لحظة استشهاده نحسبه كذلك ان شاءالله ثم قبلت جبهته ووجنتيه وسال دمعي كالمطر فأتى أخي أوس الليبي رحمه الله والذي استشهد فيما بعد نحسبه كذلك في طاجيكستان وجهر بالأذان من فوق رأسي وكنت لا زلت ممسكا برأس ابراهيم رحمه الله فهدأت قليلا واتصلت بالأخوة في القيادة لأبلغهم بنبأ رحيل أخي الحبيب ابراهيم رحمه الله وأمرنا بالأنحياز وصعود الجبل 000

والله انكم تثيرون في داخلي الآن هيجاء قدر لها أن تكتم في صدري قرابة العشر سنوات اذ أني تركت ساح الوغى رغماً عني لالتزامات لا يعلمها الا الله عزوجل000

ولكن للأمانة في النقل والفائدة ان شاءالله أشارككم من خلال هذا المنتدى المبارك باذن الله فاسمحوالي ان أطلت عليكم ..

أعود وأقول ان شاءالله :

في آخر عملية شارك بها ابراهيم رحمه الله كان المجاهدين كالعادة مقسمين في أهدافهم وتم توزيع الفرق كل باتجاه مركز من مراكز العدو0 فكان نصيب ابراهيم البحريني رحمه الله ومجموعته والتي ضمت العديد من الأخوة صغار السن حديثي العهد بالجهاد والذين أتوا قريبا لقضاءالعطلة بأرض الجهاد واستبسلوا أيما استبسال فجرح منهم من جرح وقتل من قتل والله أسأل أن يتقبل من الجميع العمل الصالح وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم اللهم آمين00

كنا نقوم بالترصد الطويل لأهداف ومنشآت العدو على مدار أسابيع قبل الهجوم الشامل0اذ أن المجاهدين قد قرروا أن جلال آباد يصعب دخولها من ناحية ثمرخيل وجبل قباء للعدد المهول من الألغام ولكثرة التحصينات من تلك المنطقة0فجاءت فكرة الهجوم من الخلف ومحاولة ضرب جبهات جلال آباد وولاية لغمان المتاخمة ثم محاولة الاسناد لجبهات المجاهدين من جبهات قندهار ولوغر باتجاه كابول ان تم الاستيلاء على الطريق الرئيسي ومدينة جلال آباد المركزية 0000

سبق لقوات المجاهدين عربا وأفغان ان نزلنا بمحاذاة الطريق العام مرتين وجلسنا في حرارة الشمس اللاذعة بلا ساتر أو ظل وصعدناالجبل مرة أخرى لتردد الفرقة الملزمة بقطع الطريق من ناحية سد المياه الذي يبعد عنا قرابة ال 25 كيلومتر في الهجوم على تحصينات العدو حتى عندما نهجم نحن لا يكون لهم أي مدد من ناحية كابول أو الفرقة المتواجدة على السد00 ولكن قدر الله وماشاء فعل 00

في الليلة الثانية و عند صعودنا للجبل للمرة الثانية أصبت بهبوط حاد اذ أن ضغط الدم بلغ عندي 60 - 35 فكنت لا أفقه شيئا حتى ظن الاخوة أنني قد فارقت الدنيا ولكن هيهات فماأظنني أهل للشهادة ولا حول ولا قوة الا بالله000 الله المستعان00

وفي اليوم التالي صدر الأمر بالنزول وكانت الحاسمة فأمرت بالجلوس لظروفي الصحية وبكيت قهرا لمنعي من المشاركة ولكن دون جدوى وفي آخر الأمر رضخت سمعا وطاعة بعد أن القيت على كاهلي والأخوة الذين تخلفوا مهمة ربط الاتصال اللاسلكي لجميع المواقع ثم النزول لاحقاللمشاركة ان شاءالله 00 فهجم المجاهدون أسلحة ثقيلة ومدافع مضادة للدبابات وحتى دبابات المجاهدين واقتحم الأحبة مراكز العدو وقتلوا من فيها و فتح الله لنا فتحا مؤزرا 0فهجم ابراهيم رحمه الله ومجموعته والأفغان الذين هم معهم على نقطة العدو الواقعة على الطريق العام من ناحية أقرب لمدينة جلال آباد وبالأخص عند الفرقة 11 للشيوعيين0

أما المجموعة التي كنت معها فقد هجمت على مركز للعدو أكبر ويقع الى شمال الهدف الذي هجم عليه ابراهيم ويبعد قرابة 4 كيلومتر 0 وعند الفتح اتصلت مجددا طالبا الاذن بالنزول وسمح لي فطارت روحي تحمل جسدي و أسرعت في النزول وكنت أول الواصلين بحمدالله وسجدت لله شكرا حين وضعت قدمي على الطريق العام0وفي تلك اللحظة اتصل بي ابراهيم يسأل عن دبابة قادمة من اتجاهنا ان كانت للمجاهدين أم للعدو فأخبرته بعد التحري عنها أنهم العدو فكمنوا لها وقتلوا من فيها كما ذكر أخي آنفا0

وللعلم فقط والأمانة فمجموعة المجاهدين الأفغان الذين كانوا مع ابراهيم ومجموعته فروا عن بكرة أبيهم حينما رأوا الدبابة مقبلة عليهم وتركوا العرب وهم قلة ليواجهوها ونصر الله الأخوة ابراهيم يرحمه الله وجموعته0 وبعد النصر المبين وتدمير الدبابة ذهب ابراهيم رحمه الله بقدمه المبتورة والطرف الصناعي خلف الأفغان يخبرهم أن أقبلوا واثبتوا فقد دمرنا الدبابة وقتلنا من فيها وهناك كان القدر له بالمرصاد وانفجر اللغم الذي سحب من قبل أحد الأخوة قدرا وأصيب ابراهيم رحمه الله وثلاثة من الأخوة بجروح و كسور00
كل هذا وأنا أسمع ومن بعد اذ أنني كنت والأخوة نحمي المراكز التي استولينا عليها ونعد البغال لتحميلها بالذخائر التي غنمناها لنقلهاالى ابراهيم تحسبا للهجوم المضاد والآتي من المدينة-- جلال آباد000

كانت الساعة قد جاوزت الظهر بقليل تقريبا الواحدة والربع حينما سمعت في جهاز اللاسلكي أن ابراهيم يرحمه الله أصيب ومعه الاخوة فاستأذنت أن أذهب للاطمئنان عليهم وأخذت معي مسكنات آلام و لوازم اسعاف أولية اذ تعلمت بأرض الجهاد ومن خلال مرافقة الدكتور صالح الليبي يرحمه الله على اعطاء الحقن وتضميد الجراح بصورة بدائية طبعا00

فركضت طول المسافة حتى وصلت الى موقع تمركز الأخوة وسألتهم عن ابراهيم والأخوة المصابين فأشاروا لي الى ناحية الطريق في منطقة تبعد مسافة 400 متر تقريبا وبدأت المشوار اذ بعد أن قطعت قرابة ال 100 متر اتصل بي الأحبة المرافقين لابراهيم والاخوة المصابين على جهاز اللاسلكي وتحدث الي الأخ الحبيب عبد الرحمن المصري قائلا أنت في حقل ألغام!!!!!!

ولم أدري ما بوسعي أن أفعل؟؟؟

قال الاخوة لقد قتل أحد الأفغان منذ دقائق في منطقة قريبة جدا منك 000 فحمدت الله ودعوت واستغفرت ربي واستخرت الله وسألته الحماية والعافية حتى أصل للاخوة وأحاول اسعافهم ان شاءالله ثم توكلت على الله الواحد الأحد وواصلت المسير وأنا أرى أسلاك الألغام الوتدية والتي كانت باللون البني والذهبي مطابقة تماما للون العشب الجاف والذي كان يملأ تلك الصحاري والجبال 00 ووفقني الله وسلمني حتى وصلت للأخوة بسلام وسجدت شكرالله واحتضنت الاخوة وبكينا سويا00

ثم تفقدت الاخوة المصابين وهنأتهم بالثواب الجزيل ان شاءالله لكل قطرة دم سالت في سبيل الله وهنيئالهم والله00000

ثم أتيت ابراهيم رحمه الله وكان أوس الليبي رحمه الله موسدا ابراهيم على فخذه فسال دمعي وأنا أرى أخي وحبيبي ابراهيم وهو هامد يتألم فتذكرت قول الشاعر:

ينام أخي على زندي
أظلله بأهدابي
وفي قلبي فرشت له فهل
يدري أخي مابي
بحثت بوجهه الدامي
لأزرع قبلة فيه
فحيرني وآلمني
بتمثيل وتشويه

الى آخر ذلك النشيد العصامي الذي عرفناه في أرض الجهاد والفداء00من كلمات مهند شبانة الذي صاغها نثرا و سلكها شعرا بشير الحاج يحي ثم كان أول من أنشدهابلحنها المبكي أبو أيوب الكردي الله يذكرهم جميعابالخير000

ثم تنحى أوس الليبي رحمه الله وقام من مكانه جزاه الله خيرا فاحتضنته رحمه الله وأفسح لي المجال واستلمت ابراهيم رحمه الله وظلت عند رأسه الى أن فاضت روحه الى بارئها00

كان ابراهيم يطلب الماء وأنا أرفض سقايته حتى لا يهلك لأن النزيف الداخلي يقتل عندمايشرب المصاب أي سائل فكنت أمسح وجهه وصدره رحمه الله بكمادات مبلولة بالماء ثم أرطب شفتيه بقطرة أو قطرتين حتي نجد سبيل الى مستوصف أو أطباء يسعفوننا0

وفي تلك الأثناء كان الأطباء الأفغان والباكستانيين يرفضون تماما النزول من الجبل للاسعاف سامحهم الله ونبرأ الى الله من فعلهم0000

ولا حول ولا قوة الا بالله00000

كان ابراهيم يتأوه من الألم وأنا أعتصر ألما لأنه ماباليد حيلة كما يقال دارجافكنت أقول ياابراهيم هداك الله أذكر الله وتناسى الاصابة ان شاءالله بسيطة000 ثم قبيل أن تفيض روحه الى بارئها والنهار الى زوال بدأ ابراهيم يردد آخر ما تلفظ به رحمه الله -- لا اله الا الله - لا اله الا الله - لا اله الا الله - الحمد لله - الحمد لله - الحمد لله - الله أكبر - الله أكبر - الله أكبر 00000

ثم سكت يرحمه الله وهنا بدأ قلبي بالخفقان بشدة و تماسكت ولكن دموعي كانت قد هطلت وجاء الأفغان وتفحصوا نبضه رحمه الله وأيقنوا أن القلب قد توقف وكذلك فعل الاخوة أوس الليبي يرحمه الله والباقيين وبدأوا ينادوا شهيد - شهيد - ابراهيم شهيد ان شاءالله فاحتضنت ابراهيم وأنا أبكي بشدة حتى صدح أوس يرحمه الله بالأذان وعندها بدأت بالهدوء شيئا فشيئا00 فصلينا المغرب والعشاء جمع تقديم وأحضرنا البغال وحملنا ابراهيم رحمه الله على أحدها وأبو معاذ الدوسري الذي كان يبلغ من العمر آنذاك 17 عاما وأصيب مع ابراهيم بثلاثة كسور مضاعفة جراء انفجار اللغم الغاشم وركبت أحد البغال لأنني كنت منهوك القوى وعاودني الهبوط فأمرت بركوب الدابة وبدأنا رحلة الصعود والتي أخذت منا قرابة ال 10 ساعات حتى وصلنا القمة ثم جلسنا ننتظر سيارات الاسعاف وفي تلك الأثناء شرد البغل الذي يحمل جسد ابراهيم رحمه الله وكناقد توقعناأن يحاول الانتحار اذ أنهاديدن البغال التي عانت من جبال أفغانستان الأمرين فكانت حوادث انتحار البغال مشهودة كما ذكرها في أكثر من موضع الشيخ عبدالله عزام يرحمه الله000

فهرع الأخوة عربا وأفغانا الى البغل وأنزلوا ابراهيم رحمه الله وأطلقوا سراح البغل فقد كفَََى وأوفى ! ...

ثم جاءت سيارات الاسعاف وحملنا ابراهيم رحمه الله في احداهن و أبو معاذ الدوسري في الأخرى و ركبت في السيارة التي أقلت ابراهيم رحمه الله الى جواره حتى وصلنا الى مركزنا ... وأيقظت الأخوة ودعوتهم للحضور وتوديع ابراهيم يرحمه الله000 ثم شرع الأخوة في صلاة الفجر وتخلفت مع مجموعة من الأخوة لنقيم جماعة أخرى ان شاءالله بعدهم وبسبب مضايقة أحد المراسلين هداه الله الذي كان يحاول تصوير ابراهيم يرحمه الله بالفيديو والكاميرات الفورية0واذ أني أعلم من خلال أخوتي لابراهيم ومرافقته من خلال سنوات أنه لا يلتقط صور ولا يتحدث لصحف فكنت أحاول والله يشهد أن أحمي رغبته وأدافع عن خصوصياته رحمه الله000

ثم صلينا الفجر بعد أن تركنا أحد الأخوة يحرس السيارة وبعد أن انتهيناتحركنا على بركة الله باتجاه طورخم ونزلنا من الجبل وعبرنا النهر الذي كان منسوب المياه فيه قد ارتفع كثيرا وازدادت قوة الدفع فيه مرات كثيرة0اذ أن النهر يصب في جلال آباد ويمر بمواقع الشيوعيين كلهاوقد سبق وأن جرف أحد الاخوة في النهر واستشهد غرقا نحسبه كذلك ان شاءالله - الأخ أبو جندلة اليمني حسبما أذكر ان لم تخنني الذاكرة00
ووقعت جثته بيد الشيوعيين الذين لم يتوانوا قاتلهم الله عن أن يمثلوا بجسده والتبول عليه أكرمكم الله لولا أن ساق الله اليه أحد المسلمين كبار السن الذي نهرهم وأخذ الجثة ودفنها في مقابر المسلمين والحمدلله000

بعد عبور النهر توقفنا في المركز الطبي الخلفي وكان به بعض الاخوة الأطباء الأفاضل وعلى رأسهم الدكتور جمال المصري جزاه الله عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء فقد طالت أنامله المباركة عشرات الآلاف من المصابين وكتب الله لهم الشفاء على يديه ويشهد بذلك الجميع وكان الطبيب المعالج لابراهيم يرحمه الله فدخلت المستوصف وسلمت عليه وأخبرته بأن ابراهيم في السيارة وبامكانه توديعه ان شاءالله فبكينا سوياوسرنا الى حيث ابراهيم فصعد الى السيارة وأصبح يقبل ابراهيم في يديه ووجهه ويمسح بيده الغبار عن ابراهيم ويقبله وبعد ان انتهى سلمت على الدكتور جمال وباقي الاخوة واستودعناهم الله ثم واصلنا المسير باتجاه طورخم- نقطة الحدود المتاخمة لباكستان من طرف ولاية ننجرهار-وتلفظ بالجيم المصرية ننقرهار 00 حيث تقع مقبرة شهداء الأنصار العرب في مركز العرب هناك ووصلنا طورخم حوالي الساعة التاسعة صباحا وقد شاع خبر استشهاد ابراهيم جل مراكز أفغانستان وباكستان فجاء الكثير من الاخوة لتوديع البطل وزفه الى الحور العين ان شاءالله فقدم الأخوة من باكستان وشاركنا عدد طيب من الأفغان كذلك في دفنه يرحمه الله فأهلنا التراب على قبره يرحمه الله وانصرفناالى باكستان بعد دفنه يرحمه الله و الله أسأل أن يتقبله في الصفوة وأن يجمعني به في مقعد صدق عند مليك مقتدر واياكم والمسلمين في زمرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم- اللهم آمين0000 اللهم تقبل ايراهيم وجميع شهداء المسلمين وأدخلهم برحمتك جنات الخلود 0000

آمين يارب العالمين00!!

من كان ابراهيم:
ابراهيم عبد الرحمن الموسى ... قضى سبع سنوات في الجهاد ... كان مترفاومن أسرة غنية جدا اذ أن والده عبدالرحمن الموسى يرحمه الله كان من أكبر تجار البحرين ولكن كم هي المرات التي أغلق فيها خط الهاتف في وجه ابنه يرحمه الله لا لشيء الا لأنه ذهب للجهاد ووالله لو يدري والده أن شفاعة ابراهيم فيه يوم القيامة ان شاءالله قد تكون السبيل الوحيد لدخوله الجنة لما فعل ذلك000

فالله أسأل أن يتقبل ابراهيم في عليين وأن يجعله شفيعالجميع محبيه آمين00

كان يرحمه الله رحيما بالمسلمين ووقافا عند حدود الله ولا يخاف في الله لومة لائم000

كان ذو صوت يأسر القلوب بالقرآن والأناشيد ولدي بعض أشرطته يرحمه الله و كتاباته و فيها قصيدة رثى حاله أثناء علاجه في جدة و أخرى في باكستان000

كانت له رؤى والله تأتي كفلق الصبح وأنا حضرتها والله يشهد000 كان يجلس معي نتسامر ثم فجأة يخلع الطرف الصناعي ويستلقي على الأرض لمدة لا تتجاوز دقيقتين ثم يفيق و يقول رأيت كذا وكذا فكنت أقول له والله ياابراهيم أنا أخاف من غفواتك المكوكية - ماشاءالله كانت تأتي كفلق الصبح00

مصداقا لحديث المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم - أصدقكم حديثا أصدقكم رؤيا - أو كما قال عليه الصلاة والسلام 0000

قبيل استشهاده يرحمه الله أتاه الخبر من احدى شقيقاته ان احدى بنات البحرين ويشهد لها بالصلاح والايمان ان شاءالله ترضى به زوجا ففرح ماشاءالله وكان يداعبني قائلا ولى زمان العزوبية - بعد العملية-معركة قطع طريق جلال آباد - كابول - ان شاء الله أرجع البحرين وأتزوج وألقى ملابس مرتبة ونظيفة وأنواع الطيب والعزاب أمثالك لهم الله رحمة الله عليك ياابراهيم00

أمي ولم تكن قد رأته من قبل عندما اتصلت بها من باكستان أخبرها باستشهاده رحمه الله - نحسبه كذلك والله حسيبه - بكت عليه بكاءا مرا كما لو كانت تبكيني أو أحد أشقائي000

توفيت أمه يرحمها الله واياه ولم يكن قد جاوز الست سنوات وعاش بعدها مع زوجة أبيه والتي كان يحبها ويجلها يرحمه الله000

كان محبوبا عند العرب والعجم وكان قادة الأفغان يقفوا له تقديرا واجلالا وامتنانا لكل مشاركاته يرحمه الله000

كان رحمه الله شجاعا مقداما ويجيد حمل و الرمي على مدفع - 82 - مضاد للدبابات وجميع المعارك التي خاضها تشهد بذلك000

وكان متواضع و خلوق ومتسامح وخفيف ظل يرحمه الله00000

له العديد من البشارات تنبأت عن استشهاده يرحمه الله - نحسبه كذلك والله عز وجل حسيبه00
وقد يتسنى لي ان شاء الله المشاركة بها في وقت آخر ان شاءالله 0

جزاكم الله خيرا وآسف للاطالة ولكن والله في القلب الكثير ولعل هذا غيض من فيض و جزى الله من كتب وشارك خير الجزاء000 اللهم ارحم وتقبل شهدائنا في عليين و اجمعنا بهم في الفردوس الأعلى آمين000

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته000

كتبه : أبو سليمان المهاجر _ منتدى العرب
Tweet